متد كوريا الجنوبية في شرق أسيا على مساحة تفوق000 99 كلم² وتضم ساكنة تقدر ب 48 م ن، وهي تعتبر من البلدان الحديثة النمو وقوة صناعية جديدة على المستوى العالمي .
- فأين تتجلى مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية ؟و ما هي العوامل المفسرة لهذا النمو الاقتصادي؟ وما هي المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد هذا البلد الأسيوي الصغير ؟
تتجلى مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية من خلال عدة مؤشرات
1- مظاهر النمو الصناعي بكوريا الجنوبية :
يحتل اقتصاد كوريا الجنوبية المرتبة 11 في الترتيب العالمي وذلك بفضل :
- قوة ناتجها الداخلي الخام والدخل الفردي الكبير , مع ارتفاع مؤشر التنمية البشرية (الرتبة العالمية 26 ) , و مؤشر بطالة ضعيف (3,1٪) .
- قوة إنتاجها الصناعي وقدرته على غزو الأسواق العالمية بالمنتوجات المتنوعة ( سيارات ،الصناعة الالكترونية الدقيقة ...).
- تطور المكانة العالمية للصناعة الكورية ،حيث تحتل الرتبة العالمية 2 في صناعة السفن ،و3 في صنع الأجهزة الالكترونية الدقيقة و5 في صناعة الصلب و 6 في إنتاج السيارات ( هيونداي .كيا )
- النموالسريع للإنتاج الصناعي , وتحسن نسبة مساهمته في الناتج الوطني الخام( 40 ٪ ).
- تعدد المناطق الصناعية المتخصصة وتركزها بالسواحل ، حيت يمكن التميز بين 3 مناطق صناعية رئيسية منها منطقة سيول في الشمال ( الصناعة الكيماوية و الالكترونية ...) , ثم منطقة " بوسان – بوهانغ " في الجنوب التي تتخصص في تكرير البترول و الصناعة الكيماوية , وصناعة السفن...
- اهتمام كوريا الكبير بالصناعة النظيفة العالية التكنولوجية ،والتي تتوفر فيها على شركات كبرى عالمية مثل سامسونغ
2- مظاهر نموا قطاع التجارة والخدمات في كوريا الجنوبية
تتلخص مظاهر نمو قطاعي التجارة والخدمات في :
- التطور الكبير والمستمر الذي حققته الصادرات الصناعية من حيث القيمة .
- غلبة المواد الصناعية على الصادرات بنسبة 92.3 ٪ وعلى واردات بنسبة 63.2 ٪ ، وهو ما يفسرتحقيق الميزان التجاري لفائض هام .
- الامتداد الجغرافي للمبادلات التجارية الكورية حيث تشكل بلدان آسيا وخاصة الصين واليابان الزبون الأول لكوريا ج، سواء على مستوى التصدير أو الاستيراد ،تليها الو.م.ا .
- المساهمة الحيوية لقطاع الخدمات في إنعاش الحياة الاقتصادية وخاصة قطاع النقل الذي يعرف ازدهارا كبيرا مع أنشطة السياحة،التامين والاتصالات .
- توفر كوريا ج على بنية تحتية مهمة مثل ميناء " أنشون " وهو بوابة كوريا على الخارج.
العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي بكوريا الجنوبية
1- عوامل النمو الصناعي
يمكن إجمال أهم العوامل التي ساعدت على نموا الصناعة الكورية في :
* العوامل التاريخية : تمثلت في استفادة كوريا الجنوبية من ظروف الاحتلال الياباني خلال الحرب العالمية الثانية , كما استفادت من مشروع مارشال ومن المساعدات الأمريكية والخبرة اليابانية في ظل الحرب الباردة , كما نشير الى دور " الجنرال بارك " الذي استولى على السلطة في كوريا خلال سنة 1961 الذي وضع أسس التحديث في هذا البلد .
* الموارد البشرية : فسوق الشغل بكوريا يتوفر على يد عاملة شابة ،تقنية ،مؤهلة ،رخيصة ،منضبطة ،ومنخرطة في مشاريع التنمية في إطار المشاركة الشعبية .
* العوامل تنظيمية :
- تركيز الاقتصاد في يد مقاولات عملاقة تدعى" الشيبول " التي تحتكر أنشطة اقتصادية متنوعة ومتكاملة وتحتكر 75 ٪ من الصادرات الكورية .
- خضوع المقاولات لمخططات الدولة التي تسهر على نمو الاقتصاد .
- وجود مقاولات مختصة في مجالات صناعية محددة مثل هيونداي وكيا (الصناعات الميكانيكية )،سامسونغ و " ال ج " في صناعة الالكترونيك
- انتظام المجال بشكل جعل المناطق الصناعية الرئيسية منفتحة على الصين وجنوب شرق آسيا, وعلى اليابان والو.م.أ .
- اهتمام الدولة الكبيرة بالتعليم ،حيث تحتل الرتبة العالمية الأولى أمام الو.ا.م بتخصيصها ل7.1 ٪ من ناتجها الداخلي الخام للتعليم.
- أهمية الاستثمار في مجال البحث العلمي والتنمية ، حيث تقوم المقاولات الخاصة بالرفع من حجم استثماراتها السنوية في مجال البحث العلمي لتطوير الكفاءات العلمية والتكنولوجية بالبلاد ، وهو ما يفسر مكانة كوريا المتقدمة في مجال براءات الاختراع حيث تحتل الرتبة العالمية الرابعة.
- التطور السريع للاستثمارات الأجنبية بكوريا الجنوبية .
2- عوامل نموا قطاع التجارة والخدمات بكوريا الجنوبية
تتجلى عوامل نموا قطاع التجارة والخدمات في :
- احتلال كوريا الجنوبية للمرتبة الثانية بعد الصين من حيث نصيبها من صادرات المواد المصنعة ضمن الدول النامية الصاعدة.
- التطور السريع الذي حققه قطاع إنتاج وتصدير السيارات بكوريا في السنوات الأخيرة , واهم الشركات في هذا المجال هيونداي وكيا.
- اكتساح السيارات والأجهزة الالكترونية الكورية العالم بفضل قدرتها الفائقة على المنافسة ،حيث حصدت سامسونغ و " ال جي " عدة جوائز
- استفادة كوريا ج من انضمامها لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والمنظمة العالمية للتجارة ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي .
III – أثار التنمية الاقتصادية على الاوضاع الاجتماعية بكوريا الجنوبية
خلفت التنمية الاقتصادية التي تعرفها كوريا الجنوبية بشكل متواصل انعكاسات ايجابية على الوضعين الديمغرافي والاجتماعي ،وهو ما يتضح من خلال:
- انخفاض وثيرة النمو الديمغرافي وانتشار الوعي بتحديد النسل و ارتفاع نسبة النشيطين التي تمثل 72 ٪ من مجموع السكان .
- ارتفاع مؤشري المعرفة والتمدين ،حيث لا تتعدى نسبة الأمية في صفوف الكبار سوى 2٪ ونسبة ساكنة المدن أكثر من 80% وهي من أعلى النسب في العالم.
- العناية بتنمية التعليم والمراهنة عليه في التنمية الاقتصادية.
- تراجع نسبة اليد العاملة في القطاع الأول ( 3.2% ) وارتفاعها في القطاع الثاني (34.6% ) والقطاع الثالث ( 62.2% ) .
- التطور الايجابي لمؤشرات التنمية البشرية خاصة على مستوى الدخل الفردي .
- احتلال كوريا ج للمرتبة الأولى عالميا على مستوى نسبة السكان المرتبطين بشبكة الانترنيت ( 71% ) .
- استفاد الكوريين من التكنولوجيا العالية الدقة حيث أصبحت كوريا ج تتوفر على مقاولات متخصصة في انتاج الرقائق الالكترونية والذاكرات وشاشة التلفزة المسطحة العالية الدقة .
- تطور البنيات التحتية للمواصلات بظهور القطار السريع.
ṾI – أهم المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد كوريا الجنوبية
تعترض اقتصاد كوريا الجنوبية مشاكل عديدة من أهمها :
- تراجع الاستهلاك الداخلي بسبب أزمة قروض الاستهلاك وإفلاس عدة مقاولات صغرى ومتوسطة وارتفاعا أسعار المحروقات والمواد الأولية في السنوات الأخيرة .
- المساهمة الضعيفة للفلاحة في الناتج الداخلي الخام ،. كما أنها لا تحقق الاكتفاء الذاتي مما يضطر البلاد الى الاستيراد والارتباط بالخارج .فهي مثلا تستورد معظم حاجياتها من القمح ،والذرة و الشعير..الخ
- ارتباط تطور الاقتصاد الكوري بالتصدير ( التبعية ) , وهو يطرح مشكل البحث الدائم عن أسواق خارجية وتجعله سريع التأثر بالأزمات الدولية الاقتصادية والسياسية .
- تفاوت التنمية بين المناطق الساحلية حيث تتركز أهم الأنشطة الصناعية والمؤسسات المالية والموانئ والمطارات الكبرى وشبكة الطرق السيارة والقطار السريع والمناطق الداخلية حيث يسود التهميش .
- تاثير الانفجار الحضري السلبي على البيئة ،حيث يسبب في تلوث الهواء ومياه الأنهار وفي الضوضاء والضجيج بفعل حركة التنقل.
خاتمة:
على الرغم من هاته المعيقات و الاكراهات , فان الاقتصاد الكوري الجنوبي يعتبر من الاقتصاديات القوية على مستوى أسيا , وهو ما جعل خبراء الاقتصاد يصنفون كوريا الجنوبية ضمن " التنينات الأربعة " ..