درهم تأنّ خير من قنطار تسرّع بقلم المفتش هيمة ع الكريم

-
- كانت الفتاة تنتظر الرّحلة في مطار دولي ، ولتتجاوز ملل الانتظار اشترت كتاباً لتقرأه وعلبة بسكويت…
- جلست في قاعة الانتظار إلى جوار مسافر شيخ يقرأ جريدة وشرعت في مطالعة كتابها منتظرة الطّائرة ...بدأت في قضم قطعة بسكويت وضعت علبتها على الكرسىّ بينهما ، ففوجئت بأنّ الرّجل يشاركها في قضم قطعة بسكويت من العلبة ذاتها ، وبعصبيّة فكّرت في توقيفه أو توبيخه ، وتردّدت كثيرا ثمّ كتمت غضبها بعد أن بقيت من البسكويت قطعة واحدة ، وانتظرت ماذا سيفعل هذا الرجل المتبلّد السّاذج ؟!
- ولكنّه أدهشها بتقسيم القطعة إلى نصفين ، ثم أكل النّصف وترك لها النّصف الآخر ، وكظمت غيظها صبورة ... وبعد أن ركبت الطّائرة وحلّقت فتحت حقيبتها ففوجئت بوجود علبة بسكويتها كاملة فيها واندهشت مذعورة !!!
- لقد شعرت بالخجل الشّديد يغمرها فور أن أدركت متأخّرة ضعف موقفها مقابل كرم الرّجل الضّحيّة لا تبلّده وهو يقاسمها علبته فرحا دون تذمّر أو شحّ ، وازداد شعورها بالخيبة لأنّها لم تجد وقتا لتعتذر له ...
- والخلاصة الوعظيّة ألاّ تتسرّع في إصدار الأحكام على الآخرين - مهما كان نوعها - ، فلربّما شملتك دونهم ! واعلم عمليّا أنّ لسان العاقل وراء عقله ولسان الأحمق قدام عقله ...

[url=http:/YOUTUBE.COM]http:/YOUTUBE.COM[/url]