سيدي : فاوض عدوك و أنا أناهض قوض صديقك و لا تقايض

سيــــــــــــــــــدي...

سيدي :
فاوض عدوك
و أنا أناهض
قوض صديقك
و لا تقايض
ستجدني فوق
كل ذرة تراب
أشغل فكري
و أستنفر قلمي
فإني أجيد مهنة الشعر
و أنت تجيد فن الخطاب
فأصنع لي مجدا
يرتقي بالأمة.بالشعب
فوق السحاب
إذا أردت يوما
أن أجمع أوراقك
و أخلدك في كتاب
فتش سيدي
تلك الحقيبة
و لا تشطط في حملها
فضمير شعب
في داخلها
يدفع الضريبة
أنت تمتهن السياسة
و أنا معك
أمتهن الكتابة
هناك في الأقاصي
        أو
في الأرض الغريبة
لو قايضت بشرا
فإنك وقعت
في رمز السيادة
سيرا
سيدي فاوض بدورك
و أنا أناهض
فوض صديقك
و لا تقايض
اعتدت منذ قرون
أن تعدو الحقائب بطن
و تجيء خماصا
منذ
القدر مع العدو
في مشاركة صديقك
راسلوا
كأن سيدي
الفوز هو الخسارة
كأن سيدي
إسرائيل
شغلت التاريخ
و هندست الحضارة
كأن العرب أو
بنو أورشليم
ليس لهم عهد بالعمارة
فإسأل عدوك
من أين جئتم؟
كيف نشأتم؟
لا جواب إلا
بكلمات فضفاضة
مدبلومسة
فإدعى بروتوكول
الناي والقيتارة
سيدي:
فاوض عدوك
و أنا أناهض
قوض صديقك
و لا تقايض
خذ نفسا
لتنفس كل كرب شعب
ماقتا يرضخ
في الملاجئ
و إسرائيل
بلغة القوة
و الفضاضة واللجاجة
تصر و تصر
فتبني المستوطنات
و المخابئ
متى أرأيت سيدي
عدوك يستبشر
إيلوهم والكنيسة
لا يساومون و ترعرعت
أنا إسرائيل
شعبا
و كنيسة
وحكومة
و عسكرا
يفاوضون أنفسهم
قبل دعوتك
و كأنها من أجل السلام
فريضة
و أحرز
فتلك الطاولة
للسيد و الآنسة
سيدي:
فاوض عدوك
وأنا أناهض
قوض صديقك
و لا تقايض
خذ معك
حبات الأرز
و الزيتون
فإذا أخذك
إملاق
فكن أنت ميمون
ولا تعطي بدورك شيء
و إذا قوضك
عليها
فأرشده إلى القمامة
و أحرز
فشجرة الأرز
في الجنوب
للزيتون حرزا
و إذا ساومك
لا تساوم
و إذا عارض
فقاوم
و أمزج ولا خيار
الزيتون بالأرز
لأن عدوك
ترتسم
في شقناه
اللعاب
مازال يستقي
منذ عهد
الثلمود
و التوراة
سيدي:
فاوض عدوك
وأنا أناهض
قوض صديقك
و لا تقايض
سيدي:
إن الحمام يهجر
أنا لو ليس
و قطع هذيله
إحتجاجا
على حضور الشياطين
و الأباليس
لأن الحمام هجر
من بلاد العرب
من لبنان
و فلسطين
و هيليو وليس
طارده المجرمون
الرصاص
و الفخاخ
مع الفجر
تاركا فراخه
تئن من الظمأ و الجوع
وطال فراق الحمام
والبوم يهجر القصور إلى الحما م
سيدي
إذا أردت أن
تستعطفها
لوح لها بأغصان
الأرز و الزيتون
ربما ينقشع الغمام
و يصحبك في الأيام
ويغني علىة كتفك
أنشودة السلام
سيدي:
فاوض عدوك
و أنا أناهض
قوض صديقك
و لا تقايض
قومني
أن تخرج مطأطأ الهامة
فمحياك شاحب
أتغلض ضحكات
ناضجة
وأمامك وورائك
ألف خائب
عيونهم جاحظة كالهامة
يخشون عليك لا أدري
و أرى سيدي:
ألف عمامة وعمامة
و الأيدي تلوح
و الثغور باسمة
والعيون جاحظة
ترمق السماء
لأن الغراب يطارد الحمامة
لا أثق في إجتماعات المائدة
فكلها مآدب
والسياسة
كلها قضاء مآرب
متى وعدت
ووجدت على المائدة
وقد نحتت بالذهب و الفضة
نسيج العناكب
قرأت عليها
منابر فوقها
حزمة من بياض الدواب
وآخر شعر قرأته
سيدي
هو سلب الحقائب